أسامة الرنتيسي –
الكويت – الأول نيوز – من الغرفة 962 في فندق سانت ريجيس (الشيراتون سابقا)، ومقابل مياه الخليج العربي الهادئة، التي تشبه الحياة الهادئة في الكويت، مع أنه لم يتبق على المعركة الانتخابية سوى ساعات معدودات، أراقب بعين المحب تجربة الإنتخابات البرلمانية لمجلس الأمة الكويتي للفصل التشريعي الـ 17 المقرر عقدها في التاسع والعشرين من سبتمبر/ أيلول الجاري.
في الانتخابات التي سجل فيها 376 مرشحا بينهم 27 امرأة، للفوز بمقاعد مجلس الأمة الخمسين، إرتفعت شعارات كثيرة، لكن أبرز شعار لإعلام الدولة كان إنتخابات “تصحيح المسار”، الذي عززته جمعية النزاهة الوطنية الكويتية بحملة “نبيها نزيهة”.
مع أن الصمت الانتخابي سوف يبدأ صباح اليوم الاربعاء، إلا أن هذه الانتخابات تتميز بغياب الفوضى البصرية عن شوارع الكويت التي لم تتحول إلى غابة من اللافتات والصور الضخمة / الفخمة على الشوارع وواجهات العمارات، حيث حدد النظام الانتخابي الحملات الإعلامية بمقار ومواقع محددة، ليس من بينها الشوارع، ومنح الإعلام خاصة الإعلام الحديث مساحات واسعة في قيادة الحملات الانتخابية.
أبرز ما تتشابه به الانتخابات الكويتية مع نظيرتها الأردنية، أن الملحوظات على العملية الانتخابية تكاد تكون متطابقة، فالصوت عالٍ في الكويت لمحاربة شراء الأصوات، وفي تحديد سقف محدد لكلف الحملات الانتخابية حتى تتحقق العدالة بين المرشحين، وهناك تجريم للانتخابات الفرعية التي يطلقون عليها في الكويت “التشاورية”.
الانتخابات الكويتية تجري منذ سنوات ولعدة دورات على نظام الصوت الواحد، ويومها قيل إن هذه “نصيحة أردنية” إستلهمتها الكويت من التجربة الأردنية، وهو ما أثر في فرص نجاح المرأة في الانتخابات الكويتية، التي ترفض كل أطراف المعادلة السياسية في الكويت اللجوء إلى “نظام الكوتا” على إعتبار أن فيه شبهة مخالفة دستورية في المساواة بين المواطنين مثلما قال خبير القانون الدستوري الدكتور محمد الفيلي في محاضرة مساء الثلاثاء للوفود الإعلامية التي حضرت بدعوة من وزارة الإعلام الكويتية لتغطية الانتخابات، شاركته فيها أمينة سر جمعية الشفافية الكويتية أسرار حيات.
وزارة الإعلام ناشطة جدا في دعوة وفود إعلامية عربية ودُولية من كافة المناطق المؤثرة لمتابعة العملية الانتخابية ونقل صورة عن الكويت وتجربتها عبر وسائل الإعلام التي يعملون فيها، وقد نظمت الثلاثاء جولة للوفود الإعلامية إلى مجلس الأمة حيث كان في إستقبالهم الأمين العام لمجلس الأمة عادل اللوغاني الذي قدم ملخصا عن دور أعمال المجلس.
توقعات المراقبين للانتخابات الكويتية تتشابه أيضا مع توقعات المراقبين لآخر إنتخابات نيابية اردنية، حيث تشير القراءات أن 75 % من أعضاء مجلس الأمة السابق أصحاب فرص النجاح والعودة إلى قبة “عبدالله السالم”، وللتذكير فإن هذه التوقعات لم تتحقق في الانتخابات الأردنية حيث نجح أكثر من 100 عضو جديد من الـ 130 عضوا عدد أعضاء البرلمان الأردني.
أبرز ما يمكن تسجيله لمصلحة الانتخابات الكويتية عن نظيرتها الأردنية ، أنك لا تسمع مصطلح “الهندسة” مثلما فاض الحديث عنه كثيرا بعد الانتخابات الأردنية، وأتمنى أن لا يصل يوما إلى الانتخابات الكويتية.
الدايم الله…..