موقع الأول نيوز الأخباري كن أول من يعلم
مقالات مشابهة
أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – فاضت التعليقات والاغتيالات الكلامية والسب والردح والتخوين ضد ليث شبيلات عندما كشف عن حقيقة جماعة الاخوان المسلمين بالصورة التي يراها ويعرفها جيدا.
ولم تقف هذه الممارسات عند ما يعرف في دولة السوشيال ميديا “الذباب الإلكتروني” للجماعة، بل تعداها إلى شخصيات معروفة محسوبة على الجماعة وأنصارها ومن المفترض العتب عليها، عندما تخوض معارك هوائية في الجروبات والتعليقات.
لا أدافع عن ليث شبيلات، فهو شخصية كبيرة ورمز وطني حتى لو اختلفت الآراء في تقويمه، وهو أقدر من الجميع في الدفاع عن نفسه، فهو سليط اللسان، عميق العبارات، ومخزن مهم للمعلومات، وقد عاش ردحا من عمره في كنف التيارات الإسلاموية.
لكن أقول بالعموم، لسنا فقط غير ديمقراطيين، ولا نسلك سلوكا حضاريا عندما نختلف على شيء، ولا نؤمن بالحوار وحق الآخر في إبداء الرأي، أو معارضة رأي غيره، وإنما نحن قمعيون سلطويون، أصبحنا مثلما قَسّم العالم في خطاب له رئيس أمريكا الأسبق بوش الابن، “من ليس معنا فهو ضدنا”.
بسهولة نشتم من يختلف معنا في الرأي، ولا نقف عند ذلك، بل نتهمه بالخيانة في أقل تقدير، ومدفوع من جهات أخرى، ولديه أجندات مشبوهة.
يا إخوان، (ولا أقصد هنا فقط الجماعة وأنصارها)، احترام الرأي المخالف يأتي من احترام من نختلف معهم، والابتعاد عن خطاب الاغتيال والتخوين، يكشف عمق احترامنا لذواتنا، وكيف نقدر عاليا من نختلف معهم في الرأي.
غياب ثقافة الحوار المسؤول، يزرع فينا ثقافة العداء والكراهية واستسهال طعن الآخرين.
واهِمٌ من يعتقد ان الترهيب الذي تمارسه قوى التشدد سوف يحرف الرسالة التنويرية في المجتمع، فنحن والذين يلعنون الظلام ويؤمنون بالنور لن نصمت على أية ممارسة او سلوك متطرف ومتشدد.
من يرد الخلط بين نقد حركات الإسلام السياسي، كأنه نقد للدّين، هو الذي يدعو للفتنة، وهو الذي يسيء للإسلام أكثر من غيره.
من يرد أن نُبقي رؤوسنا في الرمال ونصمت عن وجود حواضن لداعش، بأشكال مختلفة واهِمٌ، لأننا نعرف خطورة الصمت، او التقليل من هذه الحواضن مهما كانت نسبتها.
اعرف أن هناك جهات منظمة بإمكانها التحشيد ضد من يحاول الاقتراب من تابوهات مُحرّم الاقتراب منها، ويحرفون النقاش بطريقتهم المعهودة.
الدايم الله….
