أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – ترك القائد إسماعيل هنية منطقة الجورة في قطاع غزة بناء على نصائح من قيادة حركة حماس بعد وضعه على لائحة الاغتيالات من قبل الكيان الصهيوني فذهب واستقر في العاصمة القطرية الدوحة، لتتبعه صواريخ الكيان إلى العاصمة الإيرانية طهران وتفتت جسده وروحه عبر صاروخ موجه، لتستيقظ غزة والضفة والعالم على أنباء عملية بشعة ستجر وراءها بحور دم واستهدافات.
آه يا هنية، لقد ثبت أن أكثر مكانا آمنا في الدنيا هو قطاع غزة للقادة العسكريين والأمنيين والسياسيين لقادة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى .
.
آه يا أبا العبد، القيادي الهادىء المتزن الذي قدم عشرات الشهداء من أهله وأسرته، لِمَ تركت غزة وأنت الذي كنت تتمنى الشهادة على أرضها منذ استشهاد رفاقك الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبدالعزيز الرنتيسي وقافلة الشهداء التي لا تنتهي من قيادات حماس، ومن أبناء الشعب الفلسطيني الذي دفع أثمانا باهظة لحماية المقاومة وإسنادها.
آه يا هنية؛ منذ أكثر من ٢٩٠ يوما وقوات الكيان الغاصب وأجهزته العسكرية والاستخباراتية ومعها أجهزة الدول المساندة لها من أميركا عنوان الشر إلى كل الدول الغربية المُتآمِرة والعربية المُنهزمة وهم يبحثون عن السنوار والضيف للوصول إليهما، لكن هيهات!!! لقد ثبت أن غزة وأنفاقها أكثر أمانًا من كل عواصم العالم ولم تخترقها أجهزة الكيان وعملائه.
آه يا هنيه؛ لم تترك آلة البطش الصهيونية مكانًا آمنا في عواصم محور المقاومة إلا واخترقته،
لقد وصلوا إليك وأنت تقيم في مقر خاص لقُدامى المحاربين في طهران وتم استشهادك بصاروخ أطلق من بلد آخر لا من داخل إيران. كما يقول إعلامها.
لقد اغتالوا قبلك القيادي البارز صالح العاروري في قلب العاصمة اللبنانية في شقته في الطابق الثالث في عمارة سكنية.
لقد وصلوا لكما ولم يصلوا ولن يصلوا بإذن الله إلى السنوار والضيف في أنفاق غزة.
آه يا هنية؛ هل كان لزاما عليك أن تشارك في التنصيب، أهذا وقت التنصيب يا أبا العبد، لقد نزف الشعب الفلسطيني خيرة الخيرة من قياداته نتيجة أخطاء أمنية مجانية، وثبت أن بطن أرض الوطن في غزة والضفة الفلسطينيتين هو رَحِم الأم للمقاومين جميعهم.
لقد كان اغتيالك صاعقا ماحقا مؤلما لأرواحِنا في صباح الأربعاء الحزين، لا يقل صاعقة عن استشهاد نحو ٥٠ الفا من أبناء شعبك الحزين في قطاع غزة والضفة الفلسطينيتين.
لروحك الرحمة ولأرْواحِنا جميعا، ولكل شهداء أبناء أمتنا العربية.
الدايم الله…