الأول نيوز – احمد الغلاييني – استند عرض “يا سم” المصري المسرحي على سرد “السناريو” على شكل لوحات راقصة أدتها ثلاث راقصات وعازفة إيقاع بشكل لفت إنتباه الحضورمحاولين تفكيك خيوط الحكاية والتي ابدعن بإداءها عن طريق “لغة الجسد” التي سردت قضية هامة وبارزة في الشارع المصري وهي “التحرش” التي تحولت من ظاهرة إلى قضية يحاول المجتمع معالجتها .
مصطلح “يا سم” بحسب مايقول المصريين الذين شاهدوا العرض تأتي كشبه مناكفة للمتحرش أو بطريقة غير مباشرة وكأنها تقول له “لاتقترب ولاتبتعد” .
الروحانية ارتبطت في الحكاية حيث تركت المخرجة للجمهور حق تفسير القصة والتي تعبر عن لوحات فنية إستعراضية لمؤديات دمجن لوحات الرقص مابين الرقص الحداثي وهنا يقصد به الفتيات “الإستقراطيات” والشعبيات ، في إشارة للفتيات البسيطات ، موضحاً الرقص المصري أن هذه الظاهرة يعاني منها كل المجتمع المصري بعيداً عن مستواه الطبقي او الفكري .
حاول العرض أن يقدم الرقص الشرقي كفن راقي وليس فناً كما يعتقد الكثير من العامة انه جسد مباحاً يتمايل على انغام الإيقاع ، وقد برعن الفنانات الثلاث في تقديم الصورة الحسنة عن هذا الفن يحمل رسالة مثله مثل الرسم او الكتابة او النحت الخ الخ من اشكال الفنون الجميلة .
يحمل العمل “سنوغرافيا” جميلة من حيث الديكور الذي استخدمنهُ المؤديات بذكاء والذي هو عبارة عن ثلاث إطارات خشبية سجن الراقصات إنفسنهن به في إشارة الى فقدانها عنصر الآمان من التعدي عليها في الشارع العام .
غير أن اشكال التمرد الأنثوي رفضت هذا السجن وقررن مواجهة مشلكتهن واخراج انفسهن من هذا السواد بالعمل على الدفاع عن انفسهن .
يستطيع المشاهد أن يتعمق بالحكاية بتأمل اللوحات فهذا هو الهدف الرئيسي لأي عرض يحاكي “لغة الجسد” العمل على تحليل القصة وتفكيكها والوصول إلى الرسالة التي يحملها اي عمل فني يجسد بهذا النوع الفني .
وتعتبر الراقصة في الموروث العام البسيط بانها سلعة متاحة للجميع وفريسة سهلة في براثن التحرش ، ليسوا اخذين بعين الإعتبار ان الرقص الشرقي يصنف من أجمل الفنون الإستعراضية والإيقاعية في الفن العربي
ترك المخرجة واحد بطلات العرض شيرين حجازي الأفق مفتوح امام الجمهور ليضع نهاية وحد لهذه القضية .
بقي القول ان العمل المسرحي “يا سم ” من بطولة نغم صلاح وصابرين الحسامي والاخراج التقني محمد ابو النجا.