اليساريون وتوصيف الموصوف!

الأول نيوز – انتصرت هيئة تحرير الشام وانتصر محورها في سوريا ، وهو محور لا يخفي نفسه . كما ان محور النظام – ايران – روسيا – حزب الله هزم.

الان ليس مهماً البحث في اسباب الانتصار او الهزيمة لان واقعاً جديداً قد تشكل ، ومن الواضح ان قاعدة هذا التحالف قد انهارت في سوريا مما يعني ان محاولة اعادة القوة لطرف آخر اصبحت منتهية حكماً.

اليساريون مبدعون في توصيف الوضع السياسي لدرجة تزيد احياناً عن الحاجة. مثلاً لم أقرأ لهم غير توصيف للقوى التي دعمت هيئة تحرير الشام وانها بتحالف غربي تركي اسرائيلي. بالرغم من انهم لم ينكروا ذلك ويلتقون بالمتحالفين يومياً. فما الفائدة من توصيف ما هو موصوف . اليسار الحقيقي هو من لا يقف عند حدود الوصف ، بل بتحديد مكانه والاهم ان يختار المكان الذي يمكن وهو فيه ان يحقق شيئاً . أما إذا اختار مكان لا يحقق فيه شيء يصبح في المكان الذي يريح ضميره فيه ولا يقدم لشعبه شيء والمشروع الاخر يتحرك.

الان هنالك حلف تركي مع الحكام الجدد

لدينا خيارين

اما ان نحاول مساعدة الشعب السوري ليبقى في إطاره العربي

او نترك سوريا للنفوذ التركي.

طبعا أنا متأكد من ان الموقف الذي سيتخذ هو ” الحرد ” السياسي وترك سوريا إلى ان تصبح تحت النفوذ التركي الغربي ثم سنتباكى على ذلك.

أحكيلكم ، ان الموقف الصحيح هو عدم التدخل في قرار الشعب السوري ، كنا ننظر لسوريا من هنا حسب مواقف سوريا من القضايا الخارجيه ولم نستمع جيداً للشعب ولم نتعلم مما حصل في العراق ولم نتعلم من ليبيا ولم نتعلم من الهزات العنيفة التي أصابتنا منذ سقوط الاتحاد السوفياتي .

نعم هنالك قوى خارجيه دعمت الثورات في هذه الدول ولكن كان هنالك ما يستحق الثورات .

والدرس الاخر هو ان التحالف مع قوى من خارج البلاد يجعلك رهن لهذه القوى . انقذت روسيا وايران وحزب الله النظام السوري وأطالت بعمره لكنها كما قال الروس لا يمكنها ان تحارب نيابة عن الجيش السوري. وقد يكون ذلك مفيد جداً حيث سمحت هذه الفترة الزمنية لقوى الثورة المسلحة ان تتغير وان تتعلم مما حصل في الأنظمة التي استلمها رفاقهم وكيف رفضهم الشعب وبالمقابل فانهم نجحوا والرؤوس بارده.

ايها اليساريون الأكثر وطنية وانتماء ونقاء ، ارجوكم لا يعقل ان نبقى في مساحة التفسير والاكتفاء بهذا الدور وكفى الله المؤمنين شر القتال. اليسار الحقيقي هو الذي يفسر الاحداث ويجد البدائل والوسائل للتغيير.