أخبار عاجلة

الدقامسة الكهل بعد 20 عاما.. لا تستغلوه مرتين

أسامة الرنتيسي
مَن يُدقّق في ملامح الجندي أحمد الدقامسة بعد 20 عامًا أمضاها في السجن، يشاهد شخصًا آخر مختلفًا تمامًا عن ذاك الشاب الذي كان نجم المرحلة في عام 1997.
صورة أحمد إلى القرب من والدته لحظة وصوله  منزله تُحطّم القلوب، لقد أصبح الشاب كهلًا، بملامح جديدة، لا تشبه ذاك المُتحمّس خلف القضبان.
لقد غزا الشيب شعر رأسه ولحيته الخفيفة، وعبث الزمن بأسنانه، ويبقى السؤال كيف ينظر أحمد إلى ما فعله قبل 20 عامًا؟.
في عام 1997 وقف مدافعًا عنه المحامي المرحوم حسين مجلي، الذي حاول آنذاك بالوسائل جميعها أن يُحوّل قضية أحمد إلى قضية سياسية بطولية، قام بها جندي أردني على الحدود. غادر أبو شجاع الحياة بعد أن اعتلى سدة وزارة العدل ولم يتمكن من الإفراج عن الدقامسة.
ستحاول قوى سياسية وشخصيات انتهازية امتطاء صهوة قضية الدقامسة، لكن هل لا يزال أحمد يفكّر بالطريقة ذاتها التي دفعته في لحظة ما إلى أن يصوّب سلاحه ليقتل (7) طالبات إسرائيليات، أم أن الزمن أخذ أفكاره إلى اتجاهات  أخرى.
لم يختلف الأردنيون لحظة عملية الدقامسة على أنها فعل بطولي قام به جندي أردني على الحدود استفزته سلوكات مُنفّرة من طالبات إسرائيليات، لكن بعض  السياسيين والإعلاميين راجعوا مواقفهم في العشرين سنة  التي مرّت على قضية الدقامسة ورأوا فيها ما لم يعلنوه في البداية.
لا تقسوا على عملية الدقامسة، ولا تهاجموها مثلما يفعل الاعلام الاسرائيلي، فكل ما يجري على ارض فلسطين، وما فعله الدقامسة وغيره سببه الاول والاخير الاحتلال وبشاعته
أفضل ما يفعله أحمد الدقامسة الآن هو أن يعود لحياته الطبيعية،  لأمه وزوجته وعياله الذين أتعبتهم سنوات السجن،  مثلما أتعبته هو وأكثر،  من دون أن يسمح لأحد بأن يستغله ويستغل ما قام به، فقد لا ينفعه كثيرًا.
كما على مسؤولينا ألّا ينجروا كما انجرّ يوم تعيينه سفيرًا أردنيًا في تل أبيب- وليد عبيدات – فوصف الدقامسة بالقاتل، وأنه سيقضي محكوميته كاملة في السجن.
فالتصريحات المجانية هي “مسح جوخ” للصهاينة، والمتطرفين منهم، ليست مطلوبة من أحد.
إذا كان هناك  إسرائيليون متطرّفون يحتجّون على  الإفراج عن الدقامسة، فمن المصلحة ألّا نساعدهم ، بل علينا قَمعُهم، وما في الحكومة الإسرائيلية ذاتها من تطرف يكفي ليوزّع على العالم.
تكفي سنوات السجن الطوال التي ضاعت من عمر الدقامسة، ويكفي أسرته ما أتعبها طوال سنوات سجنه، وأرهقتها الزيارات البعيدة، ووالدته التي وقفت صامدة مثل سنديانات الوطن، تدافع عن ابنها البطل في كل تظاهرة، وتحمل صورته بكل شرف، كما أن أطفاله كبروا وهم محرومون من طلة أبيهم، وها هو ابنه سيف الذي أنضجته الأيام، اصبح ناطقًا باسم أسرته. يحتاجون الى لحظات يضمون أحمد الى صدورهم ويضمهم لعلهم يختزنون ما في الحياة من جماليات.
راقبوا حجم المفاجأة على وجه أحمد عندما كان يحاول أحد أن يأخذ صورة سلفي معه، احمد قبل 20 عاما لم يكن يعرف هذه التكنولوجيا، وهو بالتأكيد يعيش الان متناقضات كثيرة، فارحموه قليلا.

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

ضبط 28 حالة عمل أطفال في شهر واحد بالأردن

الأول نيوز – تعامل قسم تفتيش الحد من عمل الأطفال في وزارة العمل في كانون …